18 May
18May

ثالثا :غايات التربية في الجزائر :

قبل التطرق إلى غايات النظام التربوي في الجزائر يجدر بنا أن نشير إلى المبادئ الأساسية التي بنيت عليها السياسة التربوية في الجزائر ، ونوجزها فيما يلي
‌أ-البعد الوطني 
إن الإسلام والعروبة والأمازيغية هي المكونات الأساسية لهوية الأمة الجزائرية التي تكرس أصالتها. ويتعين على المنظومة التربوية أن تعمل على ترسيخها والنهوض بها لضمان الوحدة الوطنية والمحافظة على الشخصية الجزائرية، كما يتعين عليها – وهي تتطلع نحو المستقبل – أن تعمل على إحكام التلاحم العضوي بين هذه القيم الأصيلة وتوقان الأمة إلى التقدم والحداثة .
‌ب-البعد الديمقراطي
يتجلى هذا البعد في التوجهات الجديدة للبلاد الرامية إلى بناء نظام ديمقراطي يعمل على نشر الثقافة الديمقراطية قيما وسلوكا. ويتعين على النظام التربوي أن يتكفل في مناهجه بالنهوض بهذا البعد، أن يكرس في الوقت ذاته مبدأ ديمقراطية التعليم
‌ج-البعد العلمي والتكنولوجي 
ينبغي إعادة تأكيد الاختيار العلمي والتقني كأحد الأسس التي تقوم عليها المدرسة الجزائرية. غير أن هذا البعد يجب أن يتجسد علميا من خلال تخصيص توقيت مناسب للمواد العلمية والتكنولوجية خاصة في أطوار التعليم الأساسي
‌د-البعد العالمي 
يتميز عالم اليوم بالترابط في كل المجالات وبوفرة المعلومات والخدمات. وقد أدى النمو الشديد للمعارف العلمية على تطوير طرق العمل والتشجيع على الإبداعومن الطبيعي أن يقوم النظام التربوي بالتفاعل مع هذه المستجدات مما يتطلب تحديث المناهج وعصرنة الوسائل، قصد الإسهام في التنمية المستديمة، والاشتراك في بناء صرح التراث الإنساني بمراعاة الامتداد المغاربي والعربي الإسلامي والتعايش السلمي الإيجابي وحقوق الإنسان والتعاون الدولي والاحترام المتبادل بين الأمم والشعوب .وانطلاقا من هذه المبادئ يرمي النظام التربوي في الجزائر إلى تحقيق الغايات الآتية:
1.2 - 
بناء مجتمع متكامل متماسك معتز بأصالته وواثق في مستقبله حيث يقوم على:
‌أ-الهوية الوطنية المتمثلة في الإسلام عقيدة وسلوكا وحضارة والذي يجب إبراز محتواه الروحي والأخلاقي وإسهامه الحضاري والإنساني وتعزيز دوره كعامل موحد للشعب الجزائري. وفي العروبة حضارة وثقافة ولغة، التي تجسدها اللغة العربية والتي يجب أن تكون الأداة الأولى للمعرفة في كل
مراحل التعليم والتكوين وعالم الشغل ووسيلة للإبداع والاتصال، والتفاعل الاجتماعي والمهني. وفي الأمازيغية ثقافة وتراثا وجزءا لا يتجزأ من مقومات الشخصية الوطنية التي يجب العناية والنهوض بها وإثراؤها في نطاق الثقافة الوطنية
‌ب- روح الديمقراطية والتي ترمي إلى ترسيخ القيم الآتية
احترام حقوق الإنسان وحقوق الطفل
حرية التفكير والتعبير واحترام الرأي الآخر
العدالة الاجتماعية
حسن التعايش والتكافل الاجتماعي ونبذ العنف
المساواة وعدم الإقصاء والميز
‌ج- روح العصرنة والعلمية التي تمكن المجتمع من مواكبته التطورات العصرية وذلك ب
التحكم في العلوم الجديدة والتكنولوجيات المستحدثة
التحلي بالقيم الإنسانية النبيلة
-
الإسهام في بناء الحضارة الإنسانية
- 2.2 - 
تكوين المواطن وإكسابه الكفاءات والقدرات التي تؤهله لـ :
‌أ- بناء الوطن في سياق التوجهات الوطنية ومستلزمات العصر
‌ب- توطيد الهوية الوطنية بترسيخ روح الانتماء للوطن والدفاع عن وحدته وسلامته والعقيدة الإسلامية السمحاء
‌ج- ترقية ثقافة وطنية تنبع من مقومات الأمة وحضارتها وتكون متفتحة على الثقافة العالمية الهادفة إلى
-
تربية النشء على الذوق السليم والتطلع إلى قيم الحق والعدل والخير والجمال وحب المعرفة
-
تنمية التربية من أجل الوطن والمواطنة، بتعزيز التربية الوطنية والتاريخ الوطني.
-
متلاك روح التحدي لمواجهة رهانات القرن الجديد والتكيف مع مستلزمات العصر والتأقلم مع مقتضيات العولمة.
 
ومن هنا يمكن أن نقول أن الغايات تنبثق عن التوجه العام للنظام التربوي وعن النوايا الحضارية التي يريد المجتمع تحقيقها وهي : 
** 
غايات قائمة فعلا و هي التي يعمل المجتمع و سلطات التعليم على تحقيقها،
** 
غايات مثالية وهي التي ينادي بها الإصلاحيون في كل عصر من العصور.

غايات التربية في الجزائر.docx

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة